أخبار العالم

وفاة شاب سوري بعد عودته من ألمانيا إلى دمشق تثير تساؤلات حول ظروف وفاته

قصة يوسف محمد لباد: عاد إلى وطنه حياً.. وعاد خبر وفاته لأسرته

المرحوم يوسف محمد لباد، من مواليد حي القابون في دمشق، بتاريخ 24 مايو 1993. غادر سوريا في عام 2014، واستقر في مدينة كورباخ بمقاطعة هيسن الألمانية.

في ديسمبر 2024، وبعد إعلان ما سُمّي بـ”تحرير سوريا”، قرر يوسف العودة طوعاً إلى وطنه، رغم أن أسرته لم توافق على مرافقته لصعوبة المعيشة هناك، فقرر أن يسبقهم ليستأجر بيتاً ويجهّز لهم حياة كريمة.

في 25 يوليو 2025، غادر يوسف ألمانيا عبر قطر، ووصل إلى مطار دمشق صباح يوم 26 يوليو. وفور وصوله، نفّذ نذراً كان قد قطعه على نفسه: أن يعتكف في المسجد الأموي لمدة 3 أيام.

دخل يوسف المسجد الأموي، ووضع حقائبه في الأمانات، وبحسب والدته، كان يحمل حقيبتين وحقيبة ظهر سوداء تحتوي على حاسوبه وبعض الثياب. لم يتواصل مع عائلته كثيراً خلال اليوم، لكنه أرسل تسجيلاً صوتياً لأخته أمل عند منتصف الليل يعبّر فيه عن سعادته الكبيرة بعودته إلى دمشق بعد 12 عاماً من الغياب.

لاحقاً، اتصل بوالدته وقال إنه ينوي زيارة منزل جدته في عربين، لكنه عاد وتراجع لأنه لم يكن مرتاحاً بملابسه التي ارتداها خلال الرحلة الطويلة، وقرر الرجوع إلى المسجد الأموي.

في فجر الاثنين، حوالي الساعة 2 ليلاً، اتصل بزوجته سندس، وعبّر عن شوقه لها ولأطفاله الثلاثة (شام، محمد هشام، ومحمد يمان)، وكان سعيداً جداً، ولم يُظهر أي علامات قلق أو توتر.

لكن بعد ذلك، انقطع الاتصال تماماً. حاولت أسرته مراراً التواصل معه دون جدوى، رغم أن الرسائل كانت تصل له.

وفي صدمة قاسية، تلقت زوجته اتصالاً مساء يوم الاثنين من شخص يُعرّف نفسه بأنه ضابط اسمه يحيى بهلول، أخبرها أن يوسف قد توفي! لم تصدّق، حتى أرسل لها صورة لجثمان يوسف.

صرخت سندس وأخبرت والدة يوسف، التي ذهبت مسرعة ظنّاً أن أحد أحفادها في ورطة، لتصدم بخبر وفاة ابنها.

الضابط قال إن يوسف توفي بسبب جرعة مخدرات زائدة، لكن العائلة أنكرت تماماً أي سلوك مشابه ليوسف، فهو لم يكن يتعاطى المخدرات.

حين ذهب أقارب يوسف لمشفى المجتهد لاستلام جثمانه، مُنعوا من الدخول بحجة انتظار الطبيب الشرعي. وأخبِروا أن الوفاة بسبب “تسمم”، لكن عند استلام الجثمان، لاحظوا وجود علامات عنف واضحة عليه، ما أثار شكوكهم.

عندما طالبوا بالتحقيق، قيل لهم مجدداً إنها جرعة مخدرات، بل ووقعت مشادة كلامية مع عناصر أمنية في المشفى.

الأسرة اليوم تطالب بالكشف عن الحقيقة الكاملة لما جرى مع يوسف، وتصر على فتح تحقيق رسمي نزيه، لأن ما جرى له لا يتوافق مع روايات “الوفاة الطبيعية”.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم مانع أعلانات

الرجاء أيقاف مانع الأعلانات ليظهر لك الموقع مع تحيات فريق عمل ألمانيا بالعربي